الثلاثاء، 15 يناير 2013

بِلادى لَكِى حُبِى وفُؤادِى





تربيت ونشأت على نشيد أُغَنِية كُل صباح من المرحلة الإبتدائية حتى مرحلة التعليم الثانوى ، إلى أن حفظتة.

لم أحاول يوماً أن اردده على مسامعى إلا فى طابور المدرسة ، ذهبت الى جامعتى فلم أجد نشيداً يُغُنى أو تحية لعلم تُقَام.

حاولت ولأول مرة فى حياتى أن أتغنى بنشيد بلادى بعيداً عن المناسبات الرسمية التى كنت مُعتاداً أن أردد فيها نشيد وطنى ، فوجدت لسانى ينطق بكلمات لا أحسها أو أتذوقها.

وجدت نفسى أردد كلمات لاتشِد وجدانى أو أحاسيسى ، وجدتها كلمات مُبعثرة تدخل الى عقلى ليلفظها لسانى دون أن تمر على قلبى.

من الممكن أن تكون الظروف التى تمر بها البلاد ، هى التى أدت الى عدم وجود أسباب لرؤية أى شىئ جميل ، حاولت أن أعرف السبب! هل بسبب صُغر سنى وعدم إدراكى لما أردد ، أم انه فعلا لم يعد للوطن نشيد.

قد تكون الظروف المحيطة بنا كمواطنين أيضا سبب من الاسباب التى حالت دون الإحساس بالوطنية ، او أن تفكيرى فى بلادى لم يتعدى بضع من الكلمات أرددها أنا وأقرانى فى مناسبات معينة.

هل حقاً من الممكن أن تُعلقنا أغنية نسمعها أو نشيد نرددة بشخص أو بوطن ، هل من الممكن أن تُغير معانى الكلمات من حُبنا لوطننا ، أم إنها فقط شكليات تدار بها الأوطان.

لو كانت فعلا أغنية أو نشيد فحُب الوطن يُغير من وجدانك لِيلهَبك حماساً يجعلك متعلقاً بوطنك ، فماذا كان يردد أجدادُنا ممن سبقونا فى هذا الوطن ! بطاطا

أحب وطنى ، كمثل أى مواطن يعشقها ويتمنى أن تكون من صفوة دول العالم ، لكن يأتى هذا السؤال ليظل علينا بظلالة ويتسائل: هل من الممكن أن يتغير حبى لوطنى فى مثل هذة الظروف التى نمر بها من سياسات وتخبطات واشتغالات وحركات ومسميات حياتية أصبحت أساسية لدينا كـ (الواسطه ، النفوذ ، السُلطه ، الفلوس ، العزوه ، العشيرة .. الخ) ، قد لايكون لدى إجابة الأن ، ولكن الأيام القادمة حتماً سوف تأتى بجواب.

فى كُل أزمة أو مُشكلة تحدث لى أجد أمامى خيار السفر الى الخارج أحد الحلول المطروحة وأحياناً يكون الحل الوحيد ، حل أتصور أنة هو الملاذ ، حل أعتقد أنة الشمس الساطعة والحُلم الوردى.


فى كُل مُناقشة حول السفر إلى الخارج وترك الوطن دوما تتكرر عبارة « البَلد دِى أحَسن مِن غِيرهَا « ، أعتقد أصبحت ديباجة قليلة الحِيلة فلم يعد هناك وطن يَحتضِن أو حُقوقٌ تُمارس بل هناك وَاجِبات دوماً تُعطى.


 تأملت هذة الديباجة المُستهلكة ، فلم أعرف عن أى وطن يتحدثون حتى نُصبح « البَلد دِى أحَسن مِن غِيرهَا «  فعرفت إننا شعب لايُحب التغير ولايسعى له ، بل يخاف منة كظِلة.

عن أى كَرامة تُكرم ، عن أى حُقوق تُصان ، عن أى حُرية تُمارس ، عن أى وطن تتحدثون !

نَظرتى لم تعد مُتشائمة فحاول أن تَستفِتى أصدقائك بعد طَرح عليهم هذا السؤال :
« تحب تسافر إسرائيل ؟ «
بمعنى لو جتلك فرصه عمل فى اسرائيل تروح تسافر وتشتغل ولا ايه ؟ وليه ؟ ، فأعتقد أنك سوف تَصبح أكثر منى تشائُما إذا عرفت أن نتيجة إستفتائى كانت (90%) لـ نعم ، ولم يكن هناك أى حَشد أو زِيت وسُكر J.

تصبحون على وطن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق